القلب الذي تذوق حلاوة الإيمان ، يستبعد أن ينصاع لوساوس الشيطان ، أو يفتن بما يعرض له من الشهوات والمغريات ، لأن نور الإيمان إذا استقر في القلب طرد عنه الظلمات .
ومصداق ذلك قصة يوسف عليه السلام الذي ابتلىي بفتنة امرأة العزيز حتى إنها غلقت الأبواب وهيأت الأسباب ، ولكنه كان كالطود الراسخ في ثباته ، فقال : ( قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي ، إنه لا يفلح الظالمون ) .
وما أكثر القصص التي وردت في السنة النبوية وسيرة الصحابة ، والسلف الصالح والتي تظهر بجلاء كيف يردع الإيمان صاحبه عن الفحشاء ، ويقوي إرادته حتى يتحكم في هواه ويتغلب على المغريات .
ومن ذلك مثلا : قصة فضالة بن عمير الليثي الذي أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو يطوف بالبيت عام الفح ، فلما أُعلم الرسول بما يريده فضالة عن طريق الوحي ، التفت إليه قائلاً : ( فضالة ؟ ماذا كنت تُحدث به نفسك ) .
قال : لا شئ ، كنت أذكر الله ، فضحك النبي عليه السلام ، ثم قال : ( أستغفر الله ) ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه ، فكان فضالة يقول : والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شئ أحب إليّ منه .