الأسبوعية البعد الديني والنصر (٢-٢) تكملة للموضوع السابق المتعلق بالبعد الديني في تحقيق النصر . في لقاء مع كبار الضباط : من المانيا واستراليا ، وامريكا، وإسرائيل ، وذلك بعد الأنتهاء من محاضرة عن حرب ( ١٩٧٣) بين العرب وإسرائيل ، بعد ان تمكن الجيش المصري من اقتحام القناة ، واحتلال خط بارليف . حيث أظهر الجيش المصري كفاءة عالية وصمود لم يعهد عنهم من قبل . قال الضابط الإسرائيلي في مداخلته : أن الشعار الديني لم يكن له أهمية كبيرة عند مخططي الأستراتيجية للجيوش العربية في الماضي ، وقد لمسنا حضوراً كبيراً للبعد الديني في هذه الحرب . من اجل ذلك يعتبر الأسرائيليون هذا تطوراً خطيراً نشأ عن تدريس مناهج الدين وتطبيقاته ومنع الخمور والمخدرات وإنشاء مراكز للصلاة ، في المعسكرات . كل هذا في نظر القيادة الأسرائيلية يمثل منعطفاً خطيراً لقواتها في أي حرب قادمة مع العرب . وستكون حروبهم القادمة ، تحت شعار الجهاد ( holy war ) . وقد علق على كلمته الضابط الألماني قائلاً :- إنكم في إسرائيل تهتمون بالجانب الديني ، أكثر من العرب . وكثيراً ما نرى جنرالاتكم يرتلون آيات التوراة ، وعلى رؤوسهم الطواقي أمام حائط المبكى ، وعيونهم تذرف بالدموع . قال الضابط الإسرائيلي : نعم نحن نهتم بالجانب الديني ، وهو سر قوتنا ، وصمود جنودنا القتالي . فنحن جيش صغير لأمة صغيرة ، محاطة بدول معادية من جميع الجهات ، وكثيراً ما يصرحون بأنهم سيقذفوننا في البحر فنحن نضطر الى جعل الدين عنصر هام لتماسك قطاعاتنا العسكرية . قال له آخر : – وما الذي في إمكانكم أن تعملوه لمنع المصريين من الأهتمام بالجانب الديني في قطاعاتهم العسكرية ؟ قال : يوجد لدى ” الموساد” الأستخبارات العسكرية وسائل كثيرة ، منها تخويف الحكام العرب ، من المتدينين . بأنهم يمثلون مصدر خطر على الأنظمة بحكم ما يملكونه من تأييد شعبي وأن الأسلام السياسي ينشأ عنه ميل المتدينين للأستيلاء على مقاليد الحكم . كما يمكننا القيام ببذر الخصومة بين الأنظمة ورجال الدين لأبعاد تدريس الدين في مناهج الكليات العسكرية وداخل المعسكرات ، وتشجييع العلمانية ، وابعاد الدين عن الحياة، فالتدين هو الذي أوصل الجيوش العربية الى القارة الأوروبية . وأخيرا :- * كيف يمكننا الأنتصار على ، هؤلاء وقد أقتحموا قناة السويس في منتصف النهار وهم صيام ، في شهر رمضان حيث رفضوا تنفيذ أمر القيادة ، بالأفطار قبل ساعة العبور ، * ولقد هزم الدين على يد الأفغان ، أكبر دولتين في العالم : روسيا وأمريكا واجبروهمم على الإنسحاب ،من افغانستان باستخدام الأسلحة الخفيفة .