(ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله )
· قال أهل العلم : لا بد من أذى لكل من كان متصدياً للدعوة ، فإن لم يصبر على الأذى في طاعة الله تعالى ، بل اختار المعصية ، كان ما يحصل له من الشر أعظم مما فر منه .
· ومن أحتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعزة في معصيته كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين ، كان له العاقبة في الدنيا والآخرة وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب ، نعيما وسروراً .
· فيوسف عليه السلام ، خاف الله تعالى من الذنوب ، ولم يخف من أذى الخلق وحبسهم ، فقدم طاعة الله تعالى ، بل آثر الحبس والأذى مع الطاعة على الكرامة والعز وقضاء الشهوات ونيل الرياسة والمال مع المعصية .
· فإنه لو وافق امرأة العزيز في فعل الفاحشة ، نال بذلك العمل المكانة ، وأكرمته المرأة بالمال والرياسة .
· فاختار يوسف الذل والحبس ، وترك الشهوة والخروج عن المال والشهوة بل قدم خوف الله سبحانه وتعالى على خوف المخلوقين .
· وهذا الإمام أحمد بن حبل رحمه الله تعالى ، اختار القيد والحبس والضرب والمهانة الدنيوية على موافقة السلطان وجنده ، على ان يقول على الله غير الحق في في قضية محنة خلق القرآن .