مفهوم الهداية ( إهدنا الصراط المستقيم ) يقول علماء التفسير : الهداية هنا ، الإرشاد والتوفيق ، والمعنى : دلنا وارشدنا وثبتنا. وهديناه النجدين ، أي : بينا له الخير والشر . قال أحدهم : كيف يسأل المؤمن الله تعالى الهداية بصورة مكررة ، في كل وقت صلاة ، وفي الدعاء وهو متصف بذلك وهو قد هدي ، يؤدي كل العبادات ؟ قيل : العبد مفتقر في كل ساعة الى الله في تثبيته على الهداية ورسوخه فيها واستمراره عليها . فإن العبد لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله تعالى فلذلك أرشده الله تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعرفة والثبات والتوفيق . فالسعيد من وفقه الله تعالى لسؤاله فإنه تعالى قد تكفل بإجابة الداعي إذا دعاه ، لا سيما المضطر المحتاج المفتقر إليه آناء الليل وأطراف النهار . وقيل :- انواع العبودية ، دائرتها تتسع ففي كل يوم يتعرض العبد إلى مواقف وقضايا ومستجدات وأحوال تعترضه . فهو يحتاج إلى أن يهديه الله إلى طريق الحق والرشد كلما يستجد من احداث وأقضية في حياته ، فلذلك تراه محتاج دائماً إلى اللجوء الله تعالى يستمد منه العون والتوفيق لطريق الصواب . فهذا يدل على ضعف العبد وأنه لا يمكن ان يستقل بنفسه في مواجهة مستجدات الحياة . المطالب العالية :