اشراقات :- قال أحد الفضلاء : كنت في زمن الصبا آخذ معي أرغفة يابسة ، فأخرج في طلب العلم واقعد على نهر دجلة . فكلما أكلت لقمة شربت عليها غرفة ماء من النهر، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم . واستطرد قائلاً : أن العمر شرف يجب أن يُصان من الضياع . وكان يقلقه كثرة الزيارات ، ويرى أنها مضيعة للوقت . فكان شأنه أن يقلل الكلام عند الزيارة ، ليتعجل الفراق . ثم قال : أعددتُ أعمالاً لأوقات الزيارات ، لئلا يمضي الزمان فارغا من القربات الى الله تعالى . فجعلت من المستعد للقائهم ان انشغل بقطع (الكاغد) : وهو الورق المعد للكتابة ، وكذلك بري الأقلام . وحزم الدفاتر التي فرغتُ من كتابتها . فإن هذه الأشياء لابد منها فهي لا تحتاج الى فكر وحضور قلب ، فأرصدها لأوقات زياراتهم ، لئلا يضيع شئ من وقتي . إضاءة : – العلم النافع حياة للقلوب ، وتنوير للبصائر كما جاء في وصايا لقمان الحكيم . أنه قال لا بنه : ( يا بني ، جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ، فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة ، كما يحيي الله الأرض الميتة بوابا السماء . وقال الماوردي : العلم عوض عن كل لذة ومغنٍ عن كل شهوة ، ومن تفرد بالعلم ، لم توحشه خلوة . قال الله تعالى : ( وقل رب زدني علماً ) المطالب العالية :