قصة أبو لبابة قد تخلف هذا الصحاب الجليل ، وبعض نفر من أصحابه عن غزوة تبوك ، فشعر بفداحة الخطأ والمعصية ، وخصوصاً إذا علمنا أن له سبقاً طيباً وقدم صدق في سابق عهده ، مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد استخلفه رسول الله مرتين على المدينة ، في معركة بدر وغزوة أخرى. وقد شهد بقية المشاهد مع رسول الله . ولكن لعل الله تعالى يريد له الخاتمة الطيبة بعد هذه المعصية ، التي لم يخطط لها وتأخير مشاركته مع استنفار الجيش كانت عرضا في مواقفه السابقة . فعندما استبد به الأسى والحزن، ربط نفسه على سارية المسجد ، واقسم على نفسه الا يفك نفسه إلا بعد أن يعرف مصيره ، وامتنع عن الطعام والشراب . وبعد سبعة أيام سقط مغشياً عليه ، وجاءوا يبشرونه بأن القرآن قد نزل بعفو الله عنه ، ومع ذلك رفض أن يحل نفسه إلا الرسول نفسه . تأمل هذه المواقف السامية من هذه النماذج الفريدة من حواري رسول الله لقد صدق ما عاهد الله عليه ، فلا تغرك حجم المعصية ، فلعلها سبب من الله تعالى وامتحان لرفعة درجته . المطالب العالية :