ماأكثر القصص الواردة في السنة النبوية وسير الصحابة والسلف الصالح والتي تظهر بجلاء ، كيف يردع الإيمان صاحبة عن الفحشاء ، ويقوي إرادته حتى يتحكم في هواه ويتغلب على المغريات .
ومن ذلك مثلاً قصة فضالة بن عُمير الليثي الذي أراد قتل النبي ـ صلى صلى الله عليه وسلم ـ وهو يطوف بالبيت عام الفتح ، فلما علم رسول الله بما يريده فضالة عن طريق الوحي التفت إليه قائلاً : ( فضالة ؟ ماذا كنت تُحدث به نفسك ؟) .
قال : لا شئ ، كنت أذكر الله ، فضحك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال :ـ ( استغفرالله ) ، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه فكان فضالة يقول : والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شئ أحبَّ إليَّ منه .
هكذا تحول فضالة من النفاق إلى الإيمان بعد ما رأى المعجزة الباهرة التي كشفت نيته السيئة ، وبعد أن تيقظت فطرته للأسلوب النبوي الحكيم في معالجة هذا الجرم الخطير الذي همَّ أن يفعلة ، فزالت عنه ظلمة النفاق .
وهو يستشعر هذه اللمسة الأبوية الحانية على صدره من يد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومع تيقظ الفطرة يستقر الإيمان في القلب بعمق وثبات ويتبدل حال صاحبه سريعاً ، إذ أن عودة الشئ إلى أصله وحالته الطبيعية أمر يسير إذا تيسرت له الأسباب .
وأول برهان قدمه فضالة على ثبات إيمانه إعراضه عن المرأة التي كانت صاحبة له قبل إسلامة ، فكان رده عليها كرد يوسف عليه السلام : ( معاذ الله ) .. يأبي عليك الله والإسلام .