لقد تعجب المحللين في العالم على المنهج القتالي الذي أقدمت عليه روسيا في حملتها على سوريا ، حيث تركزت أهداف طائراتها القاذفة على المستشفيات والجامعات والمدارس والتجمعات السكانية .
دعونا نستمع إلى تصريح المندوب الأوروبي الذي طاف بمدينة قروزني الشيشانية في أعقاب الحملة الشهيرة الروسية ضد الشيشان ، حيث قال : أنه شعر بالغثيان والتقزز لما شاهده من دمار ، وضحايا في صفوف المدنيين .
وأردف قائلاً : إنه لا يتخيل أن البشرية قد وصلت إلى هذا المستوى من الانحطاط في انتهاك حقوق الإنسان ، وأنه كان يعتقد أن الروس قد استفادت من المآسي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية .
فقد أقدمت هذه الدولة على حشد قوة قوامها مائة ألف مقاتل تعززها ترسانة من المقاتلات وقاذفات القنابل ، ناهيك عن حجم الدبابات والمدفعية .
فترتب على هذا الهجوم الشامل على هذه الدولة الصغيرة ، تهجير السكان إلى الجبال والغابات ، بعد ان دمرت المدن والقرى الشيشانية بأكملها ، بحيث حولتها إلى ركام لم تعد صالحة للسكن .
والعقيدة القتالية التي طبقتها روسيا على الشيشان نفذتها على المدن السورية ، كما سبق ، فهي وإن كانت تعيش في عصر العلم والإبداع إلا أنها تشبه الجاهلية القديمة في البواعث العدوانية ، هذا هو المذهب الروسي في تعاملها مع الدول التي لا تملك قوة الردع الإستراتيجي .