( فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون. وتوكل على العزيز الرحيم. الذي يراك حين تقوم . وتقلبك في الساجدين .إنه هو السميع العليم )
التوكل : تفويض الأمر إلى من يملك أن ينفع أو يضر . وقالوا :المتوكل : من إن دهمه أمر لم يحاول دفعه عن نفسه ، بما هو معصية من الله تعالى .وذكر بعضهم : أن هذا من أحط مراتب التوكل وأدناه ،
وذلك أن يعلم أن الله تعالى لم يترك أمراً مهملاً ، بل فرغ من الأشياء كلها ، وقدرها وشأنه ـ سبحانه ـ سوق المقادير إلى المواقيت التي قدرها .
فالمتوكل من أراح نفسه من كد النظر ومطالعة السبب ، سكوناً إلى ما سبق من القسمة ، مع استوى الحالين ، وهو أن يعلم أن الطلب لا ينفع والتوكل لا يمنع من وقوع المسبب ، ومتى طالع توكله عوضاً عن ممارسة الأسباب ، كان توكله مدخولاً ، وقصده معلولاً وإذا أخلص من رق الأسباب ، ولم يلاحظ في توكله سوى خالص حق الله تعالى ، كفاه الله تعالى كل همه .
وهذا التوكل ، لا يقوم به على وجه الكمال إلا خواص المؤمنين ، كما في صفة السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، فهو أحد مباني التوحيد الإلهية
كما يدل عليه قوله تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين) ، ويدل عليه أيضاً : ( وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون) .