( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) .
الفساد : نحو الجدب والقحط ، وقلة الريع في الزراعات ، والربح في التجارات ، ووقع الموت في الناس ، والدواب ، وكثرة الحرق ، والغرق ، والبراكين والزلازل ومحو البركات من كل شئ ، وقلة المنافع ، وظهورالفتن والقتل بين الأمة الواحدة .
وفي الجملة :ـ
كثرة المضار ، وقلة المنافع : هذا كله بسبب المعاصي والذنوب ، وعدم الاعتبار بما حل بالأمم السابقة من الأهوال . كقوله تعالى: ( وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم ..).
ويجوز أن يريد ظهور: الشر والمعاصي بكسب الناس ، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) . الله تعالى قد أفسد اسباب دنياهم ، ومحقها ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا .
قيل : يعاقبهم بجميعها في الآخرة لعلهم يرجعون عما هم عليه: هذا ما ذهب إليه صاحب الكشاف ، فكأنهم إنما أفسدوا ، وتسببوا في فشوّ المعاصي في الأرض . اليس هذاأمر واقع في العالم ، وفي دنيا المسلمين اليوم بحذافيره ؟ !!