من فوائد العزلة : التفرغ للعبادات الظاهرة والباطنة ، والأنس بالله ، واستكشاف أسراره تعالى في أمر الدنيا والآخرة ، فإن ذلك يستدعي فراغاً ولا فراغ في المخالطة .
التخلص بالعزلة عن اقتراف المعاصي ، لا سيما التي يُتعرض لها ، بالمخالطة مثل الغيبة ، والرياء والسكوت عن المعاصي ، ومسارقة الطبع ، من الأخلاق الرديئة والأعمال الخبيثة التي يوجبها الإنغماس على الدنيا ، والغفلة عن أمور الآخرة .
قال الخطابي : خالطهم ببدنك ، وزائلهم بقلبك ، وليس هذا من باب النفاق ، ولكنه من باب المداراة . وروي: أن مداراة الناس صدقة ، أي : بالمجاملة واظهار البشر والتودد لهم .
وقال ابن أبي الدنيا : عن سعيد بن المسيب مرسلا : ( رأس العقل بعد الإيمان : مداراة الناس ، وأهل المعروف في الدنيا ، أهل المعروف في الآخرة ). وقيل : رأس العقل بعد الإيمان ،التودد إلى الناس .
قال معاوية : لو أن بيني وبين الناس شعرة ، ما انقطعت أبداً ،قيل كيف يكون ذلك ؟ قال : إذا جذبوها أرخيتها ، وإذا أرخوها جذبتها .
قال الشافعي : لما عفوتُ ولم أحقد على أحدٍ ـــ أرحتُ نفسي من هم العداواتِ .