آخر الأسبوع -55 الحرب النفسية :- قال أحد القادة مؤخراً : ( اننا نستهلك قدرا كبيرا من الصواريخ المكلفة لتدمير مدفعاً ، اليس من الحنكة السياسية والاستراتيجية أن نستخدم الحرب النفسية ، لشل الأصابع التي تضغط على الزناد ، ونجعلهم يهربون من ميدان المعركة ويتركون أسلحتهم ) .
لقد أدركتْ قيادات الجيوش الحديثة آثار الحرب النفسية في كسب النصر ، كسباً يفوق ، كثرة الجنود وحجم الإمكانيات ، وأنواع المنظومات القتالية المتطورة . ويرى القادة العسكريون : أن التفنن في أساليب الرسائل النفسية في الخداع والحيل وتضخيم الأحداث ، كلها تستهدف التأثير على مواقف الدولة المعادية سياسياً وعسكرياً.
ولقد اسُتخدمت الدعايات لتخذيل أطراف النزاع بكثافة ومهارة عالية في الصراع القائم حالياً في منطقة الشرق الأوسط ، ومن أبرز مضامين هذه الرسائل : الكذب وسبك الخبر بحيث ، يعمل عمله في ارباك الطرف الآخر ، في ميدان السياسة الدولية لكسب الرأي العالمي وتخذيل المحاربين على الأرض وشل قدراتهم .
وفي تاريخنا الإسلامي وتحديدا في معركة بدر قال الله تعالى :- (إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم إنه عليم بذات الصدور. وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى الله ترجع الأمور . ) . وهذا كان قبل الالتحام فلما التحم الفريقان أرى الله المشركين المؤمنين أنهم مثلاهم ليرعبهم ويفتت من عزيمتهم القتالية . وفعلا بتقدير الله تمكن الجيش الإسلامي مع صغر حجمه وقلة إمكانياته من كسب المعركة بأقل الخسائر . المطالب العالية :