لغة الحوار وشعرة معاوية :- ( فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهراً) هذه قيم أخلاقية اجتماعية ، لا تجادل أحداً في أمرٍ ما بحرارة ، وجهد وجدية مفرطة ، بحيث يتطور النقاش تدريجياً ، بحيث يخترق الظاهر إلى القلب ، لأنه إذا وصل إلى القلب انفرط العقد. وتُطَور المناقشة الى مرحلة تشتد المجادلة ويغضب المجادل ، وتنتفخ أوداجه ، وتظهر الخصومة من الداخل إلى الخارج ، يُعرف ذلك بحركات الأيدي وارتفاع نبرة الصوت وربما تصبب العرق ويتحول موضوع النقاش إلى حظوظ النفس وطلب الغلبة على الآخر ولو بالباطل . والكل في هذه المرحلة يسعى لإبراز القدرة على إسكات وهزيمة الطرف الآخر . وهذه القضايا تورث الكثير من الأمراض إلى جانب تكدير العلاقة وتعميق الشقاق بين الطرفين ، الأمر الذي من شأنه تعقيد فرص المصالحة في المستقبل . وبهذا نكون قد خسرنا العمل بحكمة معاوية ( كما قيل : بيني وبين الطرف الآخر شعرة إذا شدها أرخيتها،،،الخ ) . ومن البداية : إذا رأيت من صاحبك الرغبة في إطالة أمد المجادلة ، فاعمل على سد هذا الباب عليه ، وغير الموضوع . وليس أمامك إلا الإنسحاب ، ولكن بذكاء وفطنة ، بحيث لاتجعله يشعر أنه قد انتقص وأنك تريد قفل باب النقاش ، لأنك قد ضقت به ذرعاً . ( الم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت…) فلما أحس إبراهيم بالمماحكة ، وانحراف النقاش الى مسار الغلبه من قبل النمرود حول جهة النقاش . (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب …) لا بد من الحرص على بقاء العلاقات حميمة والتعايش تحت مبدأ الرأي والرأي الآخر مع أخوانك المسلمين ، لأن الشرع لا يسمح في بقاء الخصومة أكثر من ثلاثة أيام .