آخر الأسبوع – 51 الخطر القادم :- صراع المصالح وحروب السيادة والسيطرة ، قائمة عبر التاريخ إلا انها في هذه الأزمنة أكثر شراسةً وتوحشاً وهمجية ، حيث الحروب التدميرية الشاملة. ولا يوجد طريقة لكبح جماحها إلا القوة الرادعة الأكثر فتكاً. ——— فمن هذه اللمحة الخاطفة : نستخلص أن القوة هي الطابع المميز للعلاقات الدولية ، وأن الأمة التي تتطلع الى الحياة الكريمة الآمنة من مطامع الأشرار، لا تكتفي بامتلاك السلاح التقليدي ، في عالم أصبحت المنظومات القتالية المتطورة هي سلاح الأقوياء فالسلاح التقليدي ، لن يجلب الأمن إذا لم يعزز بمنظومات صاروخية رادعة بعيدة المدى ، القادرة على تهديد المواقع الحيوية الاستراتيجية للجانب الآخر باستخدام رؤوس تقليدية ذكية كأسلحة ذات قدرات تدميرية واسعة . من هذا نعلم ان امتلاك هذه القوة الصاروخية الرادعة ، عامل حاسم لتشكيل قناعة للطرف الآخر بأن أي مغامرة غير محسوبة يقدم عليها ، سيعرض بلادة ومواقعه الاستراتيجية الحساسة لضربة انتقامية ماحقة . وفي الجانب الآخر إذا وجدت دولة نووية بجوارك ، فلا أمان إلا بوجود توازن نووي استراتيجي بين الجانبين ، كما ذكرنا آنفاً في الازمة الهندية الباكستانية . ———- لعل ابرز الأمثلة نسوقها في هذا السياق المواجهة التي كادت تعصف بدولة باكستان فقد حشدت الهند مليون جندي على حدودها ، مدعمة بقوة بحرية متطورة وقوات جوية ذات قدرات فعالة ، بالإضافة إلى منظومة صاروخية قادرة على حمل رؤوس تقليدية ونووية قادرة على ضرب المواقع الحيوية الباكستانية ، على أوسع مدى . وأثناء هذا الحشد الهائل . تقاطرت الوفود من جميع انحاء العالم لأقناع الهند بسحب قواتها ، وإطفاء فتيل الحرب ، واجتمع مجلس الأمن وصدر قراراً يطالبها بسحب قواتها من الحدود الباكستانية . ولكنها رفضت كل هده التحركات ، واستمرت في حشد قواتها. وفي هذا الجو القاتم . تفاجأت الهند والعالم بتفجير أول قنبلة نووية باكستانية ثم تلتها ثانية ، وثالثة قبل بدأ الحرب بعدة أيام ، ثم أطلقت عدة صواريخ بلاستية تجريبية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية . وهذا ما لم تعلمه الاستخبارات الهندية ولا المنظومات الاستخباراتية ،الغربية . وأصدرت باكستان قراراً حاسماً شديد اللهجة بأقصى العبارات الى الهند : بأنه في حالة اختراق القوات الهندية الحدود الباكستانية ، فإن المدن الهندية ستكون معرضة لضربات نووية ماحقة . فتغيرت الحسابات ، فرضخت الهند لهذا التهديد ، وسحبت قواتها، وساد السلام بين الجارتين بعد ان وصل الطرفان الى مرحلة التوازن النووي الاستراتيجي . ———- الدروس المستفادة :- كان يمكن أن تختفي دولة بكستان من المسرح الدولي وتعود كسابق عهدها مقاطعة هندية ، لو أخطأت القيادة الباكستانية في تقدير الموقف. فلا مكان للضعفاء في عالم لا يقيم أي اعتبار : للجوانب الأخلاقية والإنسانية . المطالب العالية Sz1sz.com