كما هو واضح من منطوق هذه الآية الكريمة ، وآيات أخرى في القرآن ، قد ذكر الله تعالى : أن الحسنة قد تكون من ثواب الحسنة الأولى ، وأن المعصية ، قد تكون عقوبة للمعصية الأولى .
مثال للحالة الأولى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) .
وأما الجزاء بالمعاصي كقوله : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) . ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) .
أن ما بنا من آثام ومصائب وفتن ومشاكل كل ذلك من شرور أنفسنا ، وانحرافنا عن الحق . وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في خطبته : ( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ) .
فإن من من نتائجها الفتن والمحن والمكدرات في هذه الحياة ، فعلى المؤمن ان يكون في غاية الحذر ، وأن يبتعد عن مخالفة أوامر الله تعالى ، وأن يحافظ على حدوده .
والمقصود :
أن الخير كله من الله والشر كله من النفس ، فإن الشر هو الذنوب وعقوباتها ، والذنوب من النفس ، وعقوباتها مترتبة عليها ، والله تعالى هو الذي قدر ذلك وقضاه وكل من عنده : قضاءً وقدراً .
والحسنة مضافة إلى الله تعالى والسيئة إنما تضاف إليه ، قضاءً وقدراً وخلقاً ، وأنه خالقها كما هو خلق الحسنة .