آخر الاسبوع – 49 بغداد من الداخل :- نُقل عن الشافعي أنه : سأل رجلاً كان قادماً من بغداد ، قائلاً : كيف وجدت بغداد ؟ قال : هي بلد سوء ، وفساد ، وعهر . قال له الشافعي : صدقت !! . ثم قدم شخص آخر من بغداد ، فقال له الشافعي : كيف وجدت بغداد ؟ فقال له : هي : بلد العلم والصلاح والعفاف والتقوى ، والخير والحكمة . قال له صدقت !! فقال للشافعي بعض الحاضرين : قلت : لكلاهما صدقت مع التباين في أقوالهما ؟ !! قال الشافعي : الأول كان رجلاً فاسداً فجالس الفاسدين ، والعصاة ، والمجرمين : فلم يجد من حوله إلا هذه الفئة، فاعتقد أن بغداد كلها هكذا فكان صادقاً مع نفسه فيما نقل من أخبار .
أما الرجل الثاني : فكان رجلاً صالحاً جالس أهل الصلاح والتقوى وعمّار المساجد والمكتبات التي تعج بها بغداد : فاعتقد أن أهل بغداد كلهم هكذا في الإستقامة والصلاح . فينبغي للمسلم أن يكون حصيفاً فطناً ، يتجنب أن يصدر أحكام السوء فيما يظهر له من الوقائع . دعونا ننظر في مجريات الأحد في واقعنا المعاصر : تأمل مواقف طلابنا المبتعثين في واقعهم في تلك الديار : بعضهم كان لهم تواصل مع المراكز الإسلامية ومراكز البحوث في وقت فراغهم ، حيث شاركوا في البحوث العلمية ، والمسابقات مع زملائهم من طلاب تلك البلاد ، وتمكن بعضهم من الحصول على براءات اختراع ، كما أنهم كانوا بسلوكهم وبحسن علاقاتهم واحترام الأنظمة وقوانين المرور ، مثلاً راقية لابلادهم . فبعضهم يرى في امريكا التطور والقوانين والحضارة والتكنولوجيا ، والآخرون لا يرون إلا العنف والمخدرات واللهو والجنس وكلاهما محق ، في رؤيته. وهناك فئة ثالثة : كان لها نشاط ، في تلك المجتمعات في التعريف بالإسلام : فأقاموا المحاضرات وشاركوا في ندوات لتوضيح حقوق المرأة في الإسلام وحكمة التعدد ، والقصاص ، ووزعوا عشرات المطبوعات عن قضايا التوحيد بالتعاون مع المراكز الإسلامية والمهتمين بقضايا الدعوة من أهل الخير في المملكة . المطالب العالية : sz1sz.com