شجرة الجهل تثمر كل ثمرة قبيحة : من الكفر والفساد والشر والظلم والبغي ، والعجلة والطيش والبذاءه ..الخ .
ومن ثمرتها الغش للخلق ، والكبر عليهم ، والفخر والخيلاء ، والغلظة على الناس والانتقام ، وترك القبول من الناصحين ، وعدم البحث عن الرأي السديد ، وحب غير الله ورجائه ، والتوكل عليه ، وتقديم أمره على أمر الله ، والانتصار لنفسه ، وإذا انتهكت حقوق نفسه ، لم يقم لغضبه شئ حتى ينتقم بأكثر من حقه ، وإذا انتقصت حرمات الله لم ينبض له عرق غضباً لله ، فلا رأي سديد ولا بصيرة في الدين .
وبالجملة : ـ
فالخير بحذافيره يُجتبى من شجرة العلم ، وأما الشر بمجموعه شوك يُجتبى من شجرة الجهل .
فلو ظهرت صورة العلم للأبصار ، لزاد حسنها على صورة الشمس والقمر ، ولو ظهرت صورة الجهل ، لكان منظرها من أقبح المناظر . فكل خير في العالم هو من آثار العلم الذي جاءت به الرسل ومسبب عنه ، وكذلك كل خير يكون إلى قيام الساعة وبعدها في القيامة .
وكل شر وفساد حصل ويحصل في الأرض إلى قيام الساعة وبعدها في القيامة ، فسببه مخالفة ما جاءت به الرسل في العلم والعمل .