( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلو الجنة بما كنتم تعملون )
يقول أهل العلم : ـ
الطيب : مبالغة في الاتصاف بالطيب، وهي الرائحة الزكية . ويطلق على محاسن الأخلاق ، وكمال النفس ، فالطيب : يشمل جميع المعاني الحسية ، والمعنوية .
وجملة ( يقولون سلام عليكم ) حال من الملائكة ، وهي حال مقارنة ، ل ( تتوفاهم ) أي يتوفونهم مسلمين عليهم ، وهو سلام تأنيس وإكرام ، حين مجيئهم لقبض الأرواح .
لأن فعل ( تتوفاهم ) : يبتدئ من وقت حلول الملائكة إلى أن تُنتزع الأرواح . وهذا دليل أن الميت قد انفصل عن أحوال الدنيا ، ودخل عالم الغيبيات ، حيث يشاهد ما لا يشاهدونه المحيطون به عند الإحتضار .
وإذا كان رجل صالح فهو في حال انشراح وأنس ، تغمره السعادة ، في أول مراحل الآخرة . بينما الحضور من حوله في صراخ وعويل وحزن . ونحن لا نعلم ما المقصود من كلمة الجنة ، قد تكون الروح لها دخول ما في الجنة في الحياة البرزخية .
( بما كنتم تعملون ) : دخول الجنة أغلى كثيراً ولا يقاس بأعمال الإنسان في الدنيا ، ولكن هذا تفضل من الله سبحانه وتعالى في جعل ثمن الأعمال الصالحة الجنة .
لطيفة : المشركون والكفار يحسبون : أن الله يتولى تحريك الناس لأعمالهم ، كما يُحرك محرك اللعب أشباحه وتماثيله ، وذلك جهل منهم ، بالفرق بين تكوين المخلوقات وبين ما منحهم الله تعالى من حرية الإختيار ، وكسب الفضائل والخير والشر باختيارهم