(وان من شئ إلا يسبح بحمده ) ، قيل : ما من شئ جماد وحيِّ إلا يسبح بحمده ، حتى صرير الماء ونقيض السقف : وأصوات العصافير في ثلاث فترات : الصبح قبل انفجار الضوء ، والظهر وقت القيلوله ، وقبل آذان المغرب .
يقول الإيمام الزمخشري :ـ
الإنسان لو تيقظ حق التيقظ إلى أن النملة ، والبعوضة ، وكل ذرة من ذرات الكون : تسبح لله وتنزهه ، وتشهد بجلاله وكبريائه ، وقهره ، لعمر خاطره بهذه المعاني ، كان ذلك يشغله عن القوت ، فضلا عن فضول الكلام والأفعال ، والعكوف على الغيبة ، التي هي فاكهتنا في هذه الأزمنة .
ولو استشعر حال إفاضته فيها أن كل ذرة ، وجوهر من ذرات لسانه الذي يلقلقه في سخط الله تعالى عليه ، مشغولة مملوءة بتقديس الله تعالى وتسبيحه ، وتخويف عقابه وإرهاب جبروته ، وتيقظ ذلك حق التيقظ لا يكاد أن يتكلم بقية عمره ، والنصرف بكل جوارحه وذرات جسمه إلى الترقي في معالم العبودية ، شاكراً لهذا الإله العظيم .