الزمن يجري جري الريح ، سواء كان زمن مسرة وفرح ، أم كان زمن اكتئاب وهموم وغموم .
يقول أحد الشعراء : ـ
مرت سنينٌ بالوصالِ وبالهنَا ـ فكأنَّها من قُصْرها أيامٌ .
ثم أنثنت أيامُ هجرِ بعدها ـ فكأنَّها من طولِها أعوام .
ثم أنقضت تِلك السنونُ وأهلُها ـ فكأنها وكأنّهم من طولها أحلامُ .
وقال آخر : وإذا كان آخر العمرُ موتاً ـ فسواء قصيرُه والطويلُ
قرأت أن شيخ المرسلين، نوح عليه السلام : أنه جاءه ملك الموت ليقبض روحه ، بعد أكثر من ألف سنة ، عاشها قبل الطوفان وبعده . فسأله : يا أطول الأنبياء عمراً ، كيف وجدت الدنيا ؟ فقال : كدار لها بابان ، دخلتُ من أحدهما ، وخرجت من الآخر
( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) . والآية الأخرى : ( يوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار يتعارفون بينهم ) .
وقصة أصحاب الكهف : بعد ثلاث مائة سنين، يقولون : ( لبثنا يوما أو بعضيوم ) .
هكذا يطوى الزمن ويتضاءل عند الموت ، وعند قيام الساعة .