كلمة غاية في القبح، وغاية في التطاول من مخلوق لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً قال هذا الطاغية هذه الكلمة : وهو مخدوع بغفلة جماهيره وانقيادها له ، فما يخدع الطغاة شئ أعظم من غفلة الجماهير ، ولو أنها شعرت بأنسانيتها لوقفت للنظر في أيام الله بالطغاة التي وقعت حولهم .
قيل : لا يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبداً ، فأما فرعون فوجد من قومه من الإذعان المطلق ، ومن الغفلة والذلة ، ما جرأه على أن يخرج عليهم بهذه الكلمة الفاجرة : ( أنا ربكم الأعلى ) .
وما كان يمكنه أن يقولها أبداً لو وجد أمة واعية ، مؤمنة ، تعرف أنه عبد ضعيف ، قد افقدته السلطة المطلقة ، الرشد والحكمة .
فكانت النتيجة : أن أخذه الله وأخذ معه جماهيره الغافلة المصفقة ، فكانت هذه الحادثة عبرة للطغاة عبر التاريخ .
لعل ورود قصة فرعون رسالة من الله تعالى إلى كفار قريش في مكة ، بأن مصيرهم مرتهن في الاستجابة ، للدعوة ، وعدم الإنسياق وراء كبرائهم الذين وقفوا ضدها .