الإسلام والحضارة
يقول أحد الكتاب المعاصرين : حين نقول لذلك الشاب المثقف ، إن الإسلام هو الحل وأن لا إله إلا الله هي الحل ، وأن مفهوم العبادة الصحيحة هو الحل ، يهز كتفيه ساخراً من هذا الفكر ويقول : هاهو ذا الإسلام موجود ، وهاهي لا إله إلا الله موجودة ، وهاهي ذي العبادة قائمة ، ومع ذلك فأكثر الناس تأخراً هم المسلمون .
ويردف قائلاً بصوت مرتفع : وأكثر الناس مشاكل اقتصادية ، وسياسية واجتماعية وأسوأ الناس خلقاً هم المسلمون ! ثم يختم كلامه : علينا أن نبحث عن الحل إذن خارج الإسلام ، لأنه عديم الأثر في حياة الناس ! غير قادر على حل مشاكلهم . أطلق هذه القذائف ودار ظهره ، وذهب في سبيله.
كلام كبير قد يقبل بهذه المقولة كل المسلمين عبر القارات ، فهذه المساوئ كلها موجودة ، ولكنه قد وقع في مغالطة تاريخية ، لن يقبل منه طالب في الإعدادية لقد اقحم الدين في ممارسات الأمة الخاطئة ، الخارجة عن إطار الدين .
إن الممارسات السلوكية اليوم في حياة الكثير من الناس ، ليس هو الدين الذي أنزله الله ، ولا العبادة التي أمر بها الله تعالى . ثم نقول : إن ما حل بالمسلمين من تأخر حضاري مادي : علمي وعسكري وسياسي واقتصادي وفكري وروحي ، لم يكن سببه أنهم مسلمون ، إنما سببه الأصيل هو : فساد سلوك المسلمين ، أولاً ، وإفراغ الإسلام من كل محتواه .
إن العبادة التي يمارسها الغثاء الموجود اليوم ـ إلا من رحم ربك ـ هي العبادة التي تفرغ لا إله إلا الله من مقتضياتها ، وتجعلها مجرد كلمات ، تُنطق باللسان ، مفرغة من مضامين معاني روح الشعائر التعبدية .
قال أمريكي لشاب عربي مبتعث عرض عليه هذا الشاب الإسلام : لا أريد محاضرة عن الإسلام ، فأنا أعلم أنه : يحرم الخمر ، والزنا ، وأكل لحم الخنزير ، فدعني أراقب ممارستك للإسلام أنت وزملائك خلال فترة بقائك معنا في هذا الحيي ، ثم اعرض علىّ الإسلام قبل مغادرتك فسوف تجد موقفي من الإسلام .
ثم أردف هذا الأمريكي : أنا أعلم ان الإسلام يحمل مضامين وقيم انسانية وأخلاقية سامية ، نحن نحترمها في الغرب ، ولكننا نريدها مطبقة في واقعكم على الأرض ، هذه الممارسات ، أصدق من الكتب والمحاضرات .
المطالب العالية .
sz1sz.com