آخر الاسبوع – ٣٧ اليقظة الكبرى : – السكران بالخمر يصحو بعد ساعة أو عدة ساعات ، ولكن سُكر النفس بخادعات الليالي والايام سُكر متطاول ، لا نهاية له إلا مع نهاية العمر . لقد مر بعض أصحاب رسول الله بهذا السكر في جاهليتهم ، فتعشقوا الدنيا : فجاءتهم اليقظة الكبرى بالإيمان ، وخطاب الله القائل : ( ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) . انظر إلى الخنساء : يوم كانت تنظر الى الدنيا من خلال نفسها ولا ترى فيها إلا الحاضر الذي تعيش فيه ،وأخيها صخر ولما مات ملأت الدنيا عويلاً ونواحاً على موته ، ورأت في موته نهاية الدنيا ، ورفضت الدنيا وما فيها . فلما أسلمت وأصغت الى البيان الإلهي وهو يهون من شأن الدنيا . بدأت تنظر إلى الدنيا من خلال قلبها لا من خلال نفسها ، على ضوء البيانات الإلهية : ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) فزجت بأبنائها الأربعة في معركة القادسية ،فجاءها النبأ بمصرعهم جميعاً ، فكيف أستقبلت النبأ ؟ تلك المرأة التي ملأت الدنيا نوحاً على أخيها صخر ماذا قالت ؟ قالت : الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم جميعاً ، واسأل الله أن يجمعني بهم في مستقر رحمته . انقلبت المعايير !! هذا الأمر الذي آل إليه حال الخنساء بعد أن عاشت عظمة الآسلام وقيمه الخالدة .وعرفت قيمة الدنيا المطالب العالية :sz1sz.com