آخر الاسبوع – ٣٣ قوة الردع الصاروخية صراع المصالح والمطامح ، وحروب السيادة والسيطرة ، والحروب الدينية ، قائمة عبر التاريخ ، ولا يوجد طريقة لكبح جماحها إلا القوة الرادعة الأكثر فتكاً ، فمنطق الحياة قائم على القوة والجبروت . فمن هذه اللمحة الخاطفة : نستخلص أن القوة هي الطابع المميز للعلاقات الدولية ، وأن الأمة التي تتطلع الى الحياة الكريمة الآمنة من مطامع الأشرار ، لا تكتفي بامتلاك السلاح التقليدي ، في عالم أصبحت المنظومات القتالية المتطورة هي سلاح الأقوياء . فالسلاح التقليدي ، لن يجلب الأمن إذا لم يعزز بالمنظومات الصاروخية الرادعة بعيدة المدى ، القادرة على تدمير المواقع الحيوية الاستراتيجية للجانب الآخر باستخدام رؤوس تقليدية ذكية كأسلحة ذات قدرات تدميرية واسعة . من هذا نعلم أن امتلاك هذه القوة الصاروخية الرادعة ، عامل مكمل لتشكيل قناعة للطرف الآخر بأن أي مغامرة غير محسوبة يقدم عليها ، سيعرض بلاده لضربة انتقامية ماحقة . القنبلة الباكستانية . ———– حشدت الهند مليون جندي على حدود باكستان مدعمة بقوة بحرية متطورة وقوات جوية ذات قدرات فعالة ، بالإضافة منظومة صاروخية قادرة على حمل رؤوس تقليدية ونووية قادرة على ضرب المواقع الحيوية الباكستانية ، على أوسع مدى . وأثناء هذا الحشد الهائل ، تقاطرت الوفود من جميع انحاء العالم لإقناع الهند بسحب قواتها ، وإطفاء فتيل الحرب ، واجتمع مجلس الأمن وصدر قراراً يطالبها بسحب قواتها من الحدود الباكستانية . ولكنها رفضت كل هده التحركات ، واستمرت في الحشود ودق طبول الحرب . وتفاجأت الهند والعالم بتفجير أول قنبلة نووية باكستانية ثم تلتها ثانية ، وثالثة ، الخ . ثم أطلقت عدة صواريخ بلاستية تجريبية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية . وهذا ما لم تعلمه الاستخبارات الهندية ولا المنظومات الاستخباراتية ،الغربية . وأصدرت باكستان قراراً حاسماً شديد اللهجة بأقصى العبارات الى الهند : بأنه في حالة اختراق القوات الهندية الحدود الباكستانية ، فإن المدن الهندية ستكون معرضة لضربات نووية . فتغيرت الحسابات ، فرضخت الهند لهذا التهديد ، وسحبت قواتها، وساد السلام بين الجارتين بعد أن وصل الطرفان الى مرحلة التوازن النووي الاستراتيجي . الدروس المستفادة : لا مكان للضعفاء في عالم اختلفت فيه المعايير ، وغلبت المصالح على القيم الأخلاقية والإنسانية . المطالب العالية Sz1sz.com