قال القرطبي : ورد في الخبر أن بعض الأنبياء قال لملك الموت : أمالك رسول تقدمه ، بين يديك قبل أن تقبض أرواحهم ، ليكونوا عل حذر منه ؟ ،قال نعم والله لي رسل كثيرة : من الأعلال ، والأمراض ، والشيب ، والهرم ، وتغيير السمع والبصر كلها تدل على قرب دنو آجالهم .
فإذا لم يتذكر من نزل به ذلك ، ولم يتب ، ناديته ، إذا قبضته : ألم أقدم إليك ، رسولاً بعد رسول ، ونذيراً بعد نذير ، فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول وأنا النذير الذي ليس بعدي نذير .
روي عن الكثير من العارفين : إن ما من يوم يمر إلا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس ، ويتصفح منازلهم ، وينظر في وجوههم ، وهو قائم إليهم ، أكثر من مرة في اليوم .
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما من ميت يوضع في سريره ، فيغطى به ثلاث غطوات ، إلا تكلم بكلام يسمعه من شاء إلا الثقلين الإنس والجن ، يقول : يا أخوتاه ، ويا حملة نعشاه ، لا تغرنك الدنيا كما غرتني ، ولا يلعب بكم الزمان كما لعب بي ، خلفت ما تركتُ لورثتي ، والديان يوم القيامة ، يخاصمني ويحاسبني وأنتم تشيعوني ، ؟ / أخرجه بن أبي الدنيا عن عمر بن الخطاب / .