( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ـ الطلاق
الآية التي قبلها تتحدث عن الطلاق وعن أحكامه ، وتتحدث هذه الآية الكريمة عن النهاية الطيبة التي ينتهي إليها الطلاق الشرعي .
من يتق الله ويطلق الطلاق الشرعي وفق السنة ، ولم يضار المعتدة ، ولم يخرجها من سكنها حتى تنتهي عدتها، وأشهد على الطلاق ، وكان محسناً لها ، يجعل الله له مخرجاً ، من أن يقع في الهموم والمضائق ، ويفرِّج عنه ما يعتريه من الكروب بسبب مكدرات الطلاق وانهدام بيت العشرة .
وقيل : يخرجه من غمرات الموت ، ومن شدائد يوم القيامة . عن أبي ذر قال : جعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتلو هذه الآية : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) : فجعل يرددها حتى نعست ، ثم قال : يا أبا ذر ( لو أن الناس كلهم أخذوا بها لكفتهم ) .
وفي الكشف : ان ِملاك الأمر عند الله تعالى : ناط به تعالى سعادة الدارين ، يدل على أن أمر الطلاق والعدة من الأمور التي تحتاج إلى فضل تقوى لأنه أبغض الحلال إلى الله تعالى ، لما يتضمن من قطع الألفة بين الزوجين والأسرتين وما ينتج عنه من تبعات غير حميدة للأطفال ، والندم ، و ما يلحق الزوجين من مكدرات وهموم بعد فترة من الألفة والوئآم .