لقد كان في قدر الله تعالى المغيّب أن يتزامن مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع تاريخ حملة اليمن الشهيرة ، بقيادة حاكم اليمن أبرهة إلى مكة ، لغرض تدمير الكعبة المشرفة ، وصرف أنظار العرب عنها إلى ما سماه (كعبة القليس) باليمن .
لقد كانت نهاية هذه الحملة الاستكبارية تمثل سابقة جديده لم تعهدها البشرية من قبل. ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ) . سورة الفيل
فكانت المواجهة بين أبرهة وبين جندٍ آخر من تدبير الله ، أي أن إرادة الله تعالى في جانب ، وأبرهة وجيشه الجرار في الجانب الآخر ، فكانت النتيجة مأساوية لهذا الجيش ، الذي قطع المسافة البرية الشاسعة بين اليمن ومكة ، لتحقيق أهداف عدوانية ظالمة ، كان الباعث عليها حب الزعامة ، والغرور، والهيمنة ، وأرضاء أسياده في الحبشة .