( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) .
خويلة بنت ثعلبه : ـ
نزلت هذه الآية في خولة بنت ثعلبه زوج أوس بن الصامت ، تقول هذه الصحابية الجليلة : إنه دخل عليها زوجها فراجعته بشئ فغضب ، فقال أنتِ علي كظهر أمي . ثم حاولني بعد ذلك عن نفسي .
قالت : قلت له : كلا والذي نفس خولة بيدة ، لا تخلص الي، وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله فينا بحكمه ، قالت : فوثبني فامتنعت منه فغلبته فألقيته عني ، ثم خرجت إلى رسول الله تعالى ، طلباً للحكم … الخ .
تأمل كيف سلك الإسلام قوته ، ونفذ نفوذه في وجدان هذه الصحابية الجليله لقد كان شرع الله في حسها أكبر من الزوج وأكبر من متاع الدنيا ، وهذه مرحلة متقدمة وصلت إليها في علو وسمو الإيمان ، أعظم في حسها من قضاء شهوة عابرة .
ولم تضعف وتسقط وهي بين ذراعي الرجل ، وكان يمكن أن تجد لها تعليل فيما بعد ، لأن الظهار حكم جاهلي ، وهي مسلمة ، كما أنها زوجة ، بإمكانها إيجاد مسوغ كما ذكرنا ، ولكنه أمر الإيمان والعقيدة .
زوجة عكرمه : ـ
وتلك الواقعة : تنسجم مع زوجة عكرمه بن أبي جهل عند عودته من اليمن ، عندما هرب عن فتح مكة ، بعد أن أهدر دمه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبب مواقفه العدائه من نشر الدعوة ، فقد طلب من زوجته وهما في الطريق إلى مكة معاشرتها .
وهي زوجته وهما في معزل عن الناس ، والسفر يستغرق عدة أسابيع ، ولكنها ترفضه ، لأنها مسلمة وهو بعد على الكفر . فقال لها كلمته المشهوره : ( إن هذا الذي تتمنعين عني من أجله لهو أمر عظيم ) .