العارف بالله : هو العالم به ، وبالطريق الموصلة إليه ، وبآفاتهم ، وقواطعها ، وله حال مع الله تعالى تشهد له المعرفة ؛ فالعارف : من عرف الله ـ سبحانه ـ بأسمائه وصفاته وأفعاله ، ثم صَدق في معاملته ، ثم أخلص له في قصوده ونياته .
ومن أحوال العارف به : الصبر على أحكام الله في نعمائه وبلياته ثم دعا إليه على بصيرة بدينه ، وآياته ، ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
اعلم أيها المؤمن أنك إذا التزمت بالإسلام وعقيدته ، ودخلت فيه بكليتك فقد التزمت لوازمه الظاهرة والباطنه ، ومقاماته وأحواله . ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ) .
المؤمن دائماً في رحلة إلى الله تعالى ، وخلال هذه الرحلة يمر على عدة مراحل ؛ وقد تعرض له أعلى المقامات والأحوال في أول بداية سيره ، فينفتح عليه منه حال المحبة والرضا والأنس والطمأنينة ما لم يحصل بعد لسالك في نهاية سيره .
ويحتاج هذا السالك في نهايته : إلى أمور من البصيرة والتوبة ، والمحاسبة أعظم من حاجة صاحب البداية إليها ، فليس في ذلك ترتيب كلي لازم للسلوك .