( لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلكم بأنهم قوم لا يفقهون )
إعلام من الله تعالى علام الغيوب ، المطلع على دقائق الخفيات للمسلمين ، بإن لا يخافوا اليهود والمنافقين ، ولا يرهبوهم ، فهم يخشون المسلمين خشية شديدة ، وصُفت شدتها بأنها أشد من خشية الله ، وهذا من شأنه تقوية العزائم ، والثبات في المواجهة .
وكلمة الفقه : تعني فهم المعاني الخفية فهم أي اليهود والمنافقين : اتصفوا بدواعي الخوف المشاهد ، وذهلوا عن الخوف المغيب عن أبصارهم ، وهو خوف الله تعالى فكان ذلك من قلة فهمٍ للخفيات .
فاليهود والمنافقون من شأنهم أن يخشوا الله تعالى : أما اليهود فلأنهم أهل دين فهم يخافون الله تعالى ويحذرون عقاب الدنيا وعقاب الآخرة .
وأما المنافقون : فهم مشركون يعترفون بأن الله تعالى هو الإله الأعظم ، ولكنهم لا يؤمنون بالبعث والجزاء ، فخشيتهم لله قاصرة على خشية عذاب الدنيا ، من خسف وقحط واستئصال ، وليس وراء ذلك خشية .