آخر الاسبوع – ٢٧ مقياس العظمة : – قال : ( تراند رسل الفليسوف الإنجليزي ) المعاصر إن سيادة الرجل الأبيض ، قد انتهت : لم يقل ذلك لأن الرجل الأبيض قد خلا من العلم ، أو فرغ من التقدم المادي أو توقف عن الصعود الدائم في عالم الإنتاج ولكنه قال ذلك : لأن الرجل الأبيض قد فرغ من الداخل . فرغ من العقيدة الصالحة ، فرغ من الروح ، فرغ من الأخلاق ، بمعناها الإنساني الواسع لا بمعناها النفعي الضيق ، الذي يمارسه الغرب في وقته الحاضر . ولو كان التقدم العلمي ، أو الإنتاج المادي ، له الأثر الحاسم في جانب : القيم الأخلاقية السامية ، لوجب ان يرتفع الغرب اليوم إلى القمة الإنسانية العليا في كل ميدان من ميادين السلوك البشري . ولما وُجد هذا الوجه الكالح الكريه الذي يطل به الغرب على العالم اليوم : – التمييز العنصري ، والاستعمار ، والانحلال الخلقي والانحطاط الروحي ، والصراع الكريه في التوسع والتملك على حساب الكرامة البشرية ، والمؤامرات ، وإشعال الفتن هنا وهناك . ما اتفه تلك الكذبة الكبيرة التي قالت : إن الطائرة اليوم هي التي قرّبت أقطار العالم ، بعضها إلى بعض ، فيما يُسمى : ( بالقرية الكونية ) وساد التفاهم والمحبة بين الشعوب . أين المحبة التي سادت في هذه القرية ؟ اننا لانرى إلا الحروب الطاحنة والكراهية داخل هذه القرية المزعومة . إنها المشاعر الحميمة من الداخل ، وليست الطائرة ، وليست الصواريخ عابرات القارات ، وليست الحياة في ظل هذه القرية . إذاً : العقائد هي أضخم شئ في حياة البشرية ، فهي المحرك الذي يحرك النفس من الداخل ، وليست هذه المبتكرات . ومن جهة أخرى : فإن من يظن بأن التكنولوجيا تصنع الإنسان ، إنما هو هراء . هاهو الفليسوف الذي شرب الحضارة الغربية الى النخاع يصرخ بملء فيه بان الرجل الأبيض ، قد فرغ من الداخل ، مع انه هو صانع الحضارة المعاصرة . ليت هؤلأ العلمانيون وغيرهم ممن بهرتهم الحضارة المادية الغربية يعلمون أن : العزة والرفعة ، ليست في باريس ، ولندن وإنما العزة والتمكين في الاستقامة على منهج الله تعالى وإقامة حكمه على الأرض . قال الله تعالى : ( أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً ) . ١٣٩ / النساء ، وقال : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) . المطالب العاليه