يقول أحد الكتاب المعاصرين : الإنسان العاقل هو الذي يفكر في العواقب قبل أن يصل إليها فهو يخاف بعقله ، فهذا هو الفرق بين الإنسان والحيوان ، فالإنسان يخاف بعقله والحيوان يخاف بعينه ، فالذي يدخن لا يقلع عن التدخين مع علمه بفتاوي العلماء إذ أفتوا ان الدين يحرم كل ما يتسبب في تلف الجسم والعقل من خمور وتدخين ومخدرات .
حتى يصاب بمرض عضال فعند فحص العينة بالمخبر يتبين له : بأنه مرض خبيث عندئذٍ يقلع عن التدخين ، أما العاقل فيعرف عاقبة المخالفات الشرعية بكافة اشكالها من تدخين وخمور ومخدرات وزنا التي حرمها الشارع فيمتنع بعقله عن ممارستها قبل أن يقع في مسبباتها ، فالله تعالى حرمها لحكمة قد تغيب عن الكثير .
إنسان ذهب إلى بلد ، فزلت قدمه ، فعانى من مرض جنسي عشرين عاماً ، وهو يتمزق كي يخفيه عن أولاده وزوجته ، وكيف يعالجه لخوفه من أن يفتضح أمره في المستشفيات ، فهذا لو تدبر في عواقب الأمور والتفكر في نتائجها ومؤداها وعقابها في الدنيا والآخرة قبل ان يقدم على فعلته لجنب نفسه هذه المأساة ،.
أحياناً يكون الشاب في بداية حياته ، يعيش لحظته يأكل ويشرب ويستمتع ، ولا يتعلم ولا ينضبط ، فإذا تقدمت به السن ، يجد نفسه بعيداً عن مراتب أقرانه ، وفي مؤخرة الركب ، وفي الدرجة الدنيا في مجتمعه ، فهذا عطل عقله ولم يفكر، وتجد آخر يبني مستقبله لبنة لبنة فتكون له بدايه جادة في التعليم ، فتكون له نهاية مشرفة .
الخلاصة : التدبر هو النظر في عواقب الأمور وأدبارها وما تؤول اليه قبل الشروع فيها : قال الله تعالى : الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) .