( ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى ) .
(لا تمدن عينيك) : كأن المعنى : انظر نظرة خاطفة ، ولا تمد البصر لتحيط بما لديهم من فتنة ، ومد البصر : مثل ان تنظر إلى امتداد ناطحات السحاب ، وأسوار قصور المترفين أهل الثراء الممتدة طويلاً ، وإلى املاكهم الواسعة ، وإلى مراكبهم الفارهه
وإن أقصر بصرك وأرح نفسك من هذا العناء والمشقة ، فما تراه من توسعة الرزق إنما هو فتنة ، فالأحرى بك أن تحزن عليهم ، فإن هذه التوسعة في الحطام : أشقتهم فيها جمع أموالها ومنافسة الآخرين فيها .
فعش قرير العين ، وأنعم وأرض بما قسم الله لك ، فإن العبودية : هي الرزق الحقيقي لأنه أبقى ، وكل ماتراه عيناك من دنيا الناس ، عارض مآله إلى الزوال والفناء وتظهر الحسرات والندامة يوم القيامة لكل من فرط في أمر دينه .
الذي يثقل الميزان يوم القيامة الأعمال الصالحة فقط ، ولا يلتفت إلى مدخراتك وأملاكك .
قال الله تعالى : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم …) الأنعام 94 .