· كان بعض كبار الصحابة ، ربما يعطي المسكين حبة عنب ، ويقول : إن فيها ذرات كثيرة ، اهتداءً بهذه الآية ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) . واهتداءً بحديث مسلم : ( لا تحقرن من المعروف شيئاً.
· قال المحاسبي الفقيه الكبير : اعلم ان أصل أمورك كلها وتمامها ، والذي يرتفع به العمل ، ويزكو : هو أصلان أحدهما : سلامة الصدر لجميع المسلمين . والثاني : إصلاح الكِسرَة (المقصود لقمة العيش) والمعرفة من أين وصلت إليك .
· وقال في مكان آخر : ثلاث خلال تلزمها قلبك ، أولها : اليقين بأن المقدور يأتي ، والذي لم يُقدر لا يأتي ، فمن أيقن بذلك : ورّث الله جل جلاله قلبه خصلتين : إحداهما يأمن قلبه من أن يفوته ما لم يُقدَّرله . الثانية : أن ييأس من أن ينال ما لم يقدر له . فمن لزم قلبه الأمن ألا يفوته رزقه وإلا يأس أن ينال ما لم تقدر له : قل همَّهُ ، وغمه ، وخضوعه للخلق ، والمداراة لهم ، لأن ينال بهم منفعة : فهذا الغنى بالله تعالى .
· قال الأوزاعي : إشتبهت الأمور فليس نأخذ غير القوت . وقال الحسن : إن المكاسب قد فسدت خذوا منها القوت . ويُقال : إن الله تعالى ليحجب الدعاء بالطعمة ، أو بالكسرة تأكلها من غير حلها . وفي إجماعهم : من طاب له مطعمه صفت أعماله ، واستُجيبت دعوته .
