آخر الأسبوع – ١٥ الضربة الثانية : – يقول بسمارك : الحمقى لا يتعلمون إلا من تجاربهم الخاصة فحياتهم كلها سقوط ونكسات وفشل حتى يصلوا إلى الحقيقة ، أما أنا فأفضل الإستفادة من تجارب الآخرين ، وأبدأ من حيث انتهوا . محركات الحروب : – هي الهيمنة ، والمصالح ، والدين ، وجنون العظمة. من المشاهد : أن منطق الحياة قائم على القوة والعنف وسحق الضعفاء وهو الطابع السائد في العلاقات الدولية اليوم وأمس وغداً . وأن القيادات التي تنشد الحياة الكريمة والأمن لمواطنيها لا بد أن تبحث عن بناء القوة وتشيد معالمها على الأرض . الردع النووي . إن الفكرة الأساسية في نظرية الردع النووي هي : ردع الجانب الآخر عن اللجوء إلى الخيار النووي ، وذلك بإفهامه أنه إذا لجأ إلى شن هجوم نووي فإن الإنتقام سيكون من نفس النوع ؛ باهظاً ، مدمراً كاسحاً، ساحقاً ، وتستند نظرية الردع النووي ؛ بأن الحماية الفعالة ليست في منع العدو من العدوان طالما أن هذا من المحال ، ولكن بالقدرة على القيام بهجوم إنتقامي نووي ساحق : هذا هو الردع الذي يجعل العدو يمتنع عن التفكير في استخدام هذا السلاح المدمر . وهذا المفهوم يقتضي امتلاك قوة نووية هجومية ذات قوة ساحقة تكفي لردع العدو ومنعه من استخدام قوته النووية ، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى التوازن الإستراتيجي بين الجانبين ، وتمتنع الحروب ويسود السلام لأنه يعلم أنه سيكون ضحية الضربة الإنتقامية ، أو ما يسمونه في الفكر الإستراتيجي : ( الضربة الثانية ) معنى ذلك أنه إذا وجدت دولة في المحيط الإقليمي تملك القدرة النووية ، فلابد لدول الجوار من امتلاك نفس السلاح . ولهذا فأنت إذا لاتملك لنفسك الحماية تبقى رهينة الخوف والرعب النووي من جيرانك لأنك قد ملكتهم السيادة المطلقة على بلادك ، براً وبحراً وجواً . قال الله تعالى في كتابه الكريم : – ( وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم … ) ( كلمة ترهبون ) : في الفهم القرآني ، يعني الردع ، وهو ينطبق على مفهوم مصطلح الردع النووي بين الدول الكبار . ابو نادر .