روي : أن حضر الناس باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لمقابلته في مجلسه وفيهم كبار شيوخ قريش منهم : سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب ، فخرج البواب فجعل يأذن لأهل بدر : لصهيب ، وبلال وعمار وغيرهم من أهل بدر .
فقال أبو سفيان : ما رأيت كاليوم قط ، إنه يؤذن لهؤلاء العبيد ليدخلوا عليه ونحن كبار قريش جلوس ، لايلتفت إلينا ! فقال سهيل بن عمرو : أيها القوم ، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم .
فإن كنتم غضّاباً فاغضبوا على أنفسكم ، دُعي القوم للأسلام ودُعيتم ، فأسرعوا وأبطأتم أما والله : لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتاً من بابكم الذي تتنافسون فيه للدخول على عمر .
ثم قال : أيها القوم إن هؤلاء قد سبقوكم في الدخول في الإسلام ، ولا سبيل لكم والله الوصول إلى ما سبقوكم إليه ! فانظروا هذا الجهاد فالزموه ، بعد أن أسلمتم عسى الله عز وجل الله أن يرزقكم الشهادة .
الله قدم العبيد كما قال أبو سفيان : مثل بلال وصهيب وأخر زعيم قريش أبا سفيان لأنه أسلم متأخراً فهم ليسوا سواء ، فليس من خاض ضد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المعارك أكثر من عشرين سنة ، ثم بعد ذلك أسلم ، كمن قام بنُصرة الدعوة ، منذ البداية ؟ .
إذاً الله تعالى : يؤخر المشركين ، ويقدم المؤمنين : وأنت كمؤمن من لوازم إيمانك أن تقدم أهل الإيمان في معاملاتك ، وأن تؤخر أهل الدنيا .