يقول أهل العلم : صورة الإنسان الظاهرة هو المعتبر عند الله تعالى ، لأن الصورة ليس لها أثر في إصلاح النفس وإصلاح الغير ، وإصلاح الأرض .قال الله تعالى : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لاينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) .فخلق جسد الإنسان في أحسن تقويم ، ليس له ارتباط بمقصد السورة ، ويظهر هذا في قوله تعالى : ( ثم رددناه أسفل سافلين) ويدل ذلك بعده قوله تعالى ( إلا الذين آمنوا ) .
والذي نأخذه من هذه الآية ، أن الإنسان مخلوق على حالة الفطرة الإنسانية ويفسر كل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ثم يكون أبواه اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) الحديث .
فإذا سلم من التضليل فقد سار بفطرته شوطاً ثم عرضه بعد ذلك لكثير من المؤثرات إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً .
المقصود : أن الإنسان عندما يتغير وينحرف عن حسن تقويمه وإعداده وإيمانه وما يقتضي ذلك من التقوى والمراقبة فإنه يصير أسفل سافلين بعد ان أراد الله له أن يكون مستعلياً بإيمانه . فإنما نزل إلى هذه المنزلة من الخسة والحقارة . فالأسفل الأشد سفالة من غيره .