آثار العولمة ظاهرة يلمسها كل أحد في كل مكان في الكرة الأرضية ومن أوضح مظاهرها ؛ انتشار النمط الأمريكي في اللباس ، والأطعمة السريعة الغير صحية ، والغناء؛ والفوضى في الأماكن العامة من أصوات الطرب والموسيقى الصاخبة ، والعنف والعنصرية ، وكثرة التسوق والنمط الإستهلاكي .
ومن مظاهرها : التقليعات الجديدة في اختيار أسماء المؤسسات ودور العرض على النمط الغربي ، مثل : (المني ماركت) والتي تعني السوق الصغير وأبدلوا كلمة السوق التجاري بكلمة ( المول ) وغيرها من المظاهر التي تعج بها الأسواق ،
وشغف التجار باستخدام اللغة الإنجليزية على واجهة المحلات ظناً من هؤلاء المفتونين المساكين ، ان ذلك من شأنه جذب المشترين وترويج البضائع ، وأنهم تقدميون ‘ وحضاريون وعصرانيون .
وإلى حد قريب كنا نسمع أن المواطن الفرنسي ، يعرض عن كل من يحدثه بلغة العم سام ، اعتزازاً بقوميتهم ولغتهم الفرنسية .
ينبغي التحذير من الإنزلاق وراء السلوكيات الشرائية المفرطة ، للمقتنيات التي تضخ بها شركات الإنتاج العالمية إلى أسواقنا ؛ مصحوبة بحملة هائلة من الدعايات من قبل شركات الدعاية والإعلان ، الخارجية والمحلية ، التي تتفنن في صناعة الأذواق والميول والثقافات الشرائية .
إذا كانت الصين قد أقدمت على بناء سورها العظيم ، في فترة من فترات التاريخ لحماية بلادها من العالم الخارجي ومؤثراته ، وأدى دوره في تلك الحقبة التاريخية فماذا بوسع هذا السور أن يقدم للصين أوغيرها في هذه الأيام .
فالعدو أمامه خيارات واسعة أفضل من الزحف على اليابسة أو تسلق الجدران ، فلم تعد العربات والمراكب وسيلة للغزاة الجدد ، فقد كانت لديهم إلى وقت قريب القدرة على الهبوط من الجو بالمظلات خلف الأسوار ، ثم أصبح الأمر أدهى وأمر ، حيث أصبح الفضاء الخارجي الفسيح مسرحاً مفتوحاً للأطباق الفضائية ، وأقمارالتجسس ووسائل التقنية المعاصر .