اخر الاسبوع – ٤ العوائق : – ارأيت هذه الهواية التي تمارسها ، وتعكف عليها أي كانت هذه الهواية . ارأيت لو استهوتك ، حتى غدت غاية تستريح إليها نفسك وتشبع بها رغبتك ، بحيث تملاء عليك جوانب فكرك ؛ فلم يبق في كيانك متسع لمراقبة الله تعالى ؛ والقيام بحقوقه . حتى انه قد يؤذن للصلاة فتبقى مستغرقا في نشوة هوايتك ؛ لم تتمكن كلمة ( الله أكبر ) أن تخترق جدارالغفلة الذي أقمته حول نفسك . فأنت بعملك هذا قد فقدت التوازن بين ماهو للدنيا وما هو للاخرة ؛ فعندما تقوم لأداء الصلاة فيما بعد مستدركا ما فات ؛ تجد ان افكارك كلها منصرفة إلى بقايا ما علق في ذهنك من المشكلات التي وقفت عندها ؛ أي انك : قمت للصلاة وأنت مثقلا بأمور دنياك . ان هذه الممارسة التي كنت مستغرقا فيها ؛ قد حجبتك عن حق الله تعالى عليك ؛ وغيبتك عن تعظيمه . إن كنت كذلك ؛ وهذا ديدنك فاعلم انك في ورطه ؛ قد سلمت زمام نفسك وقيادتها لرغائبك وشهواتك واعلم ان من اداب الإيمان : ان يوقن العبد بأن الله هو الملك وحده وان يكون بما في يد الله ، أوثق منه مما في ده . و يجب عليك ان تعرف الله أولا قبل ان تتعرف على هواياتك ؛ لأن المصير اليه ، لأنك راجع اليه ، لأنك ستأتيه غدا فردا خاليا من كل مكتسباتك التي اجهدت نفسك في تحصيلها طول حياتك : فليس لك إلا الله سبحانه وتعالى . ابو نادر .