عندما خرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى بني النضير ، ليعينوه على دية القتيلين اللذين قتلهما عمر بن أمية ، رأوا أنها فرصة سانحة لقتله والخلاص منه فتآمروا على رميه بالرحى من سطح المنزل.
هنا نتأمل رقابة الله سبحانه وتعالى وإحاطته التامة بما يحدث في الكون ، فقد اطلع الله على تدبيرهم الخفي ، فنزل الوحي مباشرة و أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بنواياهم ، لربما نتساءل أين موقع جبريل من السماوات حينما اوحى الله إليه الخبر .
لربما كان القوم يباشرون في حمل الحجر على وشك الشروع في عملية الألقاء كيف لنا أن نتخيل سرعة جبريل عليه السلام وكيف يمكننا تقديرهذه المسافة .
ان الذي جرى هنا هو الذي حدث لرجل من بني اسرائيل مر بقرية بيت المقدس وهي مدمرة بالكامل في اعقاب الغزو ، فقال الله عن حاله : ( أو كالذي مرعلى قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها ، فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت : قال : لبثت يوما أو بعض يوم .. )
لربما كان خطر طرأ علي هذا الرجل ، لأنه لايوجد بجواره أحد يخاطبه ، فعلم الله ما حدَّثت به نفسه . قال بعد مبعثه لما رأى المدينة قد عُمَّرت وازدهرت بالسكان : (فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيئ قدير) .
فمثل هذه العجائب والأحداث، ينبغي أن تحرك فينا رقابة الله تعالى لنا وقربه منا وعلمه بما يدور في أنفسنا ، وما نضمره للآخرين من خير وشر ، وهذا يتطلب الحذر والحيطة الدائمة لما نحمله من نوايا ، وأن نطهر قلوبنا من كل قول وعمل مما يفسد علينا علاقتنا بربنا جل وعلا ، قال الله تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان …) فهي قد تعني في الدنيا والآخرة يوم يقوم الحساب .
وقال الله تعالى : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) .