يقول أحد العارفين : إذا كنت غير عالم بمصلحتك ، ولا قادر على تحقيقها ولا مريد لها كما ينبغي ، فغيرك أولى أن لا يكون عالماً بمصلحتك ولا قادر عليها ولا مريد لها ، والله سبحانه وتعالى يعلم وأنت لا تعلم ويقدر وأنت لا تقدر ، ويعطيك من فضله ، لا لمعاوضة ولا لمنفعه ، يرجوها منك . أنت كلك ضعف وعجز .
فإذا حبس فضله عنك ، فاعلم أن هناك أمرين لا ثالث لهما : ـــ
أحدهما : أن تكون أنت الواقف في طريق مصالحتك ، وأنت المعوَّق لوصول فضله إليك ، فأنت حجر عثرة في نفسك ، وهذا هو أغلب على الخليقة ، فإن الله سبحانه وتعالى ، قضى فيما قضى به ، أن ما عنده لا يُنال إلا بطاعته ، وأنه ما ستُجلبت نعم الله بغير طاعته ، ولا استُديمت بغير شكره .
فآفتك من نفسك ، وبلاؤك من نفسك .
قال الله تعالى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) . وقال تعالى : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ، قل : هو من عند انفسكم ) . وقال الله تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك )