( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ، أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون )
الإستحواذ : الإستيلاء والغلبة وتصريفهم كيف يشاء ، فالشيطان قد تولى زمام القيادة وأمسك باللجام ، فأصبحوا بذلك أعواناً وحزباً له ، يأتمرون بأمره ، بعد أن أحاط بهم ، ويصرّفهم كيف يشاء .
فهذه من أعظم البليات ، لأن الشيطان لا يمكن مقاومته إلا بعون من الله تعالى ، لأنه مخلوق غير منظر ، وسبب إحكام قبضته على الإنسان ، إستيلائه على مراكز التوجيه والتأثير عن طريق الوسوسة ، والقدرة على قلب الحقائق بتزيين المعاصي والمخالفات في نظر وحس الإنسان .
انظر إلى ضمير الفصل ، حيث أفاد القصر المبالغة في مقدار خسارتهم ، وأنه لا خسران أشد منه ، فكأن خسران غيرهم ، لا يعتد به ، وأن الخسران مقصور عليهم ولذلك يوجد إشارة في الآية أن ذكر الله هو السلاح الذي يملكه العبد لصد الشيطان .
فينبغي الإهتمام بذكر الله . لأنك لاترى الشيطان وبالتالي لاتستطيع مقاومته ، إذاً إرجع إلى الذي خلقه فهو القادر أن يريحك من شره .