روي عن وهب بن منبه أنه قال : من أدب الاستماع : سكون الجوارح ، وغض البصر ، والإصغاء بالسمع ، وحضور العقل ، والعزم على العمل .
هذا الاستماع ، كما يحبه الله تعالى ، وينبغي أن يكف العبد جوارحه من أن يشغلها ، فيشتغل قلبه عما يسمع ، ويغض طرفه لئلا يلهو قلبه بما يرى ، ويحضر عقله فلا يحدث نفسه بشيء، سوى ما يستمع إليه ، ويعزم على أن يفهم ، فيعمل بما يفهم .
حكمة : قال بعض الحكماء : تعلم حسن الاستماع ، كما تتعلم حُسن الكلام ، فإن من حسن الإستماع إمهال المتكلم حتى يقضي حديثه ، ويتجنب قلة التلفت وإلى إعداد الجواب قبل إستكمال الحديث ، ليلم بجوانب الموضوع . والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم مع الرغبه في أن يفهم عنه .
حدثنا الغلاني قال : سمعت سفيان بن عيينه يقول : أول العلم حسن الإستماع ثم الفهم ، ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر .
فإذا أستمع العبد كما يحب الله تعالى ، أفهمه الله تبارك وتعالى ، لأنه عالم يما يستمع به المستمعون ، مطلع على إراداتهم ، وهممهم ، ناظراً إلى جوارحهم ، قال الله عز وجل : ( نحن أعلم بما يستمعون به ، إذا يستمعون إليك وإذ هم نجوى ) .