يقول أهل العلم : من أعظم الفقه : أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى . فمن هذا خاف السلف من الذنوب ، أن تكون حجاباً وبينهم الخاتمة الطيبة .
اعلم أن سوء الخاتمة ، لاتكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه ، إنما تكون لمن كان مصراًعلى الكبائر ، ومن له إقدام على العظائم ، فلربما فاجأه الموت وهو غارق في ذلك قبل التوبة . فيصطاده الشيطان فيختطفه ، وهو في أشد حالات ضعفه ، يقاسي من حالات النزع .
يروى أنه كان بمصر رجل من الصالحين ، صعد المنارة على عادته للآذان وكان بجوار المسجد دار نصراني ، فرأى ابنته ففتن بها ، فنزل إليها ، ودخل عليها الدار فشكا لها ولعه بها ، وأنها أخذت بمجامع قلبه .
وقال : أريدك ، قالت لا أجيبك على ريبة أبداً ، قال أتزوجك ، قالت أنت مسلم وأنا نصرانية ، وأبي لا يزوجني منك ، قال : أتنصَّر ، قالت : إن فعلت أفعل ، فتنصر الرجل ليتزوجها ، وأقام معها في الدار ، ولما كان في اثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح الدار فسقط منه فمات : فلم يظفر بها وضيع دينه .