قيل : أن اكثر ما يدخل الموحدين النار : مظالم العباد ، فديوان العباد هو الديوان الذي لا يُترك . أما بقية السيئات ، فيتسارع العفو والتكفير إليها .
في الأثر: أن العبد ليوقف بين يدي الله تعالى ، وله من الحسنات أمثال الجبال ، لو سلمت له لكان في المقام العالي في جنات النعيم ، فيقوم أصحاب المظالم ، فقد تعرض لعرض هذا ، وأخذ مال هذا ، فيُقضى من حسناته ، حتى لاتبقى له حسنة .
فتقول الملائكة : يا ربنا هذا قد فنيت حسناته ، وباقي طالبون كثير . فيقول الله تعالى: القوا من سيئاتهم على سيئاته ، وصكوا له صكاً في النار . وكما يهلك هو بسيئة غيره ، بطريقة القصاص ، فكذلك ينجو المظلوم ، بحسنات الظالم .
حُكي عن أبي العلاء : أن بعض إخوانه اغتابه ، ثم أرسل إليه يستحله ، فقال : لا أفعل هذا ، ليس في صحيفتي حسنة أفضل منها ، فكيف أمحوها ؟ وقال هو وغيره : ذنوب إخواني من حسناتي ، أريد أن أزين بها صحيفتي .
من المذنبين : من يتمدح بذنبه ، ويتبجح به لشدة فرحه بمقارفته إياه . كما يقول : أما رأيتني كيف فضحته ؟ وكيف ذكرت مساويئه ، حتى أخجلته ؟ وكيف استخففت به ؟ وكيف لبست عليه وأحرجته أمام الناس حتى أصبح وجهه مثل الطماطم ؟ .
فهذه أمثال تُقال في المجالس الخاصة والعامة ، والمنتديات ، وفي أجهزت التواصل الاجتماعي ، فعمت البلوى ، وتعاظمت أحمالهم من الذنوب ، فإن الذنوب طريق المهالك والسم الزعاف .